عن العطور

تماما مثلما يحتاج الموسيقي إلى رهافة السمع، فإن العطرجي يحتاج إلى حاسة شم جيدة.  ذلك إن حاسة الشم لدى العطرجيين يجب أن تكون قد خضعت لأفضل تدريب، ويجب أن يكون هؤلاء على مستوى عال جدا من الوعي بمهنتهم.  كما يجب أن يكونوا ذوي خيال واسع ولديهم معرفة جيدة بعلم الكيمياء.  فمبتكرو الطيب، المعروفون باسم "الشمامين"، يحضون بأسمى آيات التقدير في عالم صناعة العطور، و رأيهم هو القول الفصل فيما يتعلق بقبول أو رفض أي عطر.
يتم اختيار العطرجيين بطرق متعددة.  فلكل شركة طريقتها الخاصة المختلفة.  وبصورة عامة ، يظل المترشحون خاضعين لفترة تدريبية كمتمهنين لفترة لا تقل عن ست سنوات ، وقد لا يترقون في درجات السلم المهني أبدا ، وإذا ما حصل ذلك فإنهم يصبحون عطرجيين مؤهلين ، ويستطيعون تسلق السلم المهني ، ويتوقف ذلك على مدى نجاح إبداعاتهم.
إن الشرط الأساسي الأول ليصبح المرء شماما يتمثل في قوة حاسة الشم لديه وحدتها.فالعطرجيون لا يجب عليهم فقط أن يتمتعوا بالقدرة على التمييز معصوبي العينين بين رائحتي الوردة و زهرة الخزامى، بل يجب أن تكون حاسة الشم لديهم حادة جدا بحيث يستطيعون اكتشاف المقادير الصحيحة للمواد المختلفة التي دخلت في تركيب صيغة خليط مشكل من 100 أو أكثر من المكونات.
فهم يجب ألا يكتفوا فقط بقدرتهم على التعرف على مختلف المواد الخام، ولكن يجب عليهم أن يكونوا قادرين على مزجها بحذاقة وبطريقة منسجمة.  ويجب أن يكونوا قادرين على التفريق بين زيوت نفس الصنف من النبات المزروع في دول مختلفة ، وما هو النوع الذي يحقق نتيجة معينة.  فزيت الخزامى ، على سبيل المثال ، يمكن أن يكون له شذا أوليا زهريا، بلسميا، حادا، طيّبا، أخضر، أو بنكهة الجوز.فالشمام يشبه نظيره في مجال صناعة النبيذ، حيث يستطيع الخبير المتمرس أن يتعرف في لحظة وجيزة على منطقة ونوع العنب، وكذا عمر النبيذ الذي يقوم باختباره.
إن العطر الرائع بحق لا يُصنع على عجل.  ذلك إن العطور المنتجة صناعيا يمكن خلطها باستعمال صيغة عادية في فترة زمنية قصيرة، لكن الإبداع الأصيل لإنتاج عطر جميل قد يحتاج إلى سنوات لتحقيقه  .فإذا كان للفنان صورة في ذهنه والتي يريد ترجمتها إلى أريج، فإن ذلك يحتاج إلى عدة أسابيع وشهور.  فالعطرجي ينهمك في عمله وهو محاط بعدد لا يحصى من القنينات والقوارير والجرار، وكل واحدة منها مملوءة بزيوت أساسية ثمينة ومواد أخرى.
وأثناء عملية الخلط، يتم غطس أجزاء صغيرة من ورق النشاف، بشكل تام لفترة طويلة في المحلول، ثم توضع جانبا لتجف. بعد ذلك، يتم تشمّم القطع الورقية الواحدة بعد الأخرى بشكل دوري، لتحديد ما يجب إضافته بغرض الحصول على تركيب مثالي وإتمام تشكيل العطر.
وتماما مثلما يقوم الرسام بنشر الصبغة فوق القماش ثم يتراجع إلى الوراء لينظر إليها متفحصا ومختبرا إياها ليتأكد عما إذا كانت هناك منطقة بحاجة إلى مزيد من الضوء، أو أن اللون الأرجواني يحتاج إلى قليل من اللون الأزرق، فإن العطرجي الفنان يقوم بالاختبارات بنفس الطريقة. فربما تكون هناك حاجة إلى كمية ضئيلة من الياسمين لإضفاء شيء من الرقة، أو إلى مقدار ثقيل بعض الشيء من الأريج لإضافة مزيد من التميز إلى عطر لكيلا يصبح خفيفا جدا، هذا هو ما يقرره العطرجي.
ويتم اختبار العطر بشكل متكرر أثناء عملية تشكيله، وضمن ظروف متغيرة.هل هو نفسه في الصباح الباكر كما هو عند الغسق؟ هل يتغير الأريج بسبب ظروف الطقس؟هذه الاختبارات وغيرها كثير يتم القيام بها قبل أن يُعتبر العطر منتجاً جاهزاً.

استخلاص العطور

إن الطرق المستعملة اليوم لاستخراج زيوت العطر تقوم على الأسس القديمة المتمثلة في الحل بالنقع، العصر، والتقطير. و"الخلاصة النقية " عبارة عن عصارة يتم الحصول عليها بواسطة مذيبات تطايرية أو بواسطة النقع الزهري.  وتعتبر الخلاصة النقية هي المادة العطرية الأكثر نقاوة، حيث تحتفظ بمعظم المكونات العطرية للنبتة.  وكثير من التقنيات الحديثة تنحدر من تقنيات تلك الحضارات العتيقة.

الحل والنقع
هذه التقنية عالية التكلفة جدا، وهي نادرة الاستعمال في أيامنا هذه.  ولقد وصلت إلى ذروتها عام 1860 وصنعت شهرة مدينة جراس [الفرنسية]. وهي عملية تتطلب جهد بدنيا مكثفا وتعطي أجود أنواع الخلاصات النقية إذ لا تُستعمل فيها الحرارة؛ ذلك لأن الحرارة دائما تغير العطر.  وتُستعمل مع الأزهار الرقيقة التي لا تستطيع تحمل درجة الحرارة العالية والتي تستمر في إطلاق الزيوت الأساسية بعد قطفها.وكمثال على هذه الأزهار، نذكر الياسمين، البنفسج، مسك الروم، والورد.

ويعود تاريخ النقع الزهري إلى آلاف السنين، إلى قدماء المصريين.ويقوم على مبدأ أن الشحوم تمتص الروائح.فالأوراق التويجية أو الأجزاء العطرية الأخرى للنبتةِ تُنقع في الشحم أو الزيت غير المتطاير والذي سيمتص طيبها. ويتم وضع خليط من شحم الخنزير وشحم البقرِ ثم يُلطّخِ به صحنِ زجاجيِ موضوع في إطارِ خشبيِ يدعى الهيكل. وتوضع الزّهور على الشحم وتُتَرك لتُطلقَ زيوتها لعدة أيامِ. وكانت تُكرر هذه العمليةِ عدة مرات باستعمال رؤوسِ الزّهور الطّازجةِ حتى يتم امتصاص كامل الشحم مع الزيت الأساسي، و تُعرف المادة الناتجة باسم "المرهم". ثم يتم بعد ذلك استرجاع الزيت من الشحم وذلك باستعمال مذيب كحولي. ويُخْلطُ هذا ميكانيكياً مع الكحولِ لمدة تصل إلى أسبوعِ واحد، ويُبرّدُ إِلى 68- درجة فهرنهايت [55.5 درجة مئوية تحت الصفر] .وتذوب الزيوت الأساسية في الكحولِ بعكس الشحم. ثم يُبرّدُ الخليطَ ويُرشّحُ عدة مرات لإزالة كل الشحم. بعد ذلك يُبخر الكحول للإبقاء على الخلاصة النقية. وفي أيامنا هذه ، تتم عملية النقع أحيانا بتبليل القماشِ بزيت الزيتونِ أو البرافين السّائلِ [وهي مادة دهنية تستخرج من الخشب والفحم الحجري والبترول وتستعمل في صنع الشموع]، الذي يُوضعُ على الإطاراتِ بدلاً من الشحم، وتُعرف الزيوت المعطرة الناتجة باسم "الزيوت العتيقة".

أما الحل بالنقع فهو مشابهُ للنقع الزهري.  ويستعمل الحل بالنقع لاستخراج الزيوتِ الأساسيةِ من المكوناتِ الحيوانيةِ، الفانيلا، والسوسن.  ويتم ذلك بغمس هذه الموادِ في أحواضِ من الزيت حتى تذوب الأجزاءِ العطرية. ويمكن أَنْ يُسخّنَ الزيت لتسريع العمليةَ.  وتأخذ عملية الحل بالنقع هذه فتراتَ طويلةَ من الوقتِ (أحياناً عدة سَنَوات).

العصر
العصر هو تقنيةُ بسيطةُ حيث تُضغط قشورُ ثمارِ الحمضياتِ باردة لاستخراج زيوتها الأساسية باسْتِعْمال الدّحروجاتِ أو الإسفنجات.  ولأنه لا تستعمل الحرارة هنا، فإن رائحة الزيت تبقى قريبةِ جداً من رائحة النّبتةِ الأصليةِ. وكان قدماء المصريين يجمعون الزهور في كيس من قماشِ ثم يُلوى الكيس حتى يخرج الزيت على شكل قطرات.  وفي إيطاليا، يُستخرج زيت الليمونِ أيضا من حين لآخر بعمليةِ تُدعى الجفنة.

التّقطير
التّقطير هو الطّريقةُ الرئيسيةُ المستعملة لاستخراج الزيوتِ الأساسيةِ. ويقوم التّقطير على مبدأ وهو أنه عندما توضع مادة نباتية في الماءِ الغالي، فإن الزيت الأساسي فيه سيتصاعد مع البخار. وبعد أن يتكثف البخار والزيت، سينفصل الزيت عن الماء، ويمكن تجْميعه. وتَسْحقُ النّباتات لكي تُطلق زيوتها. وتَغْلى النّباتات في الماءِ، فتتبخر الزيوت الأساسية وتَرتفعِ مع بخار الماء.ويتم التقاط الأبخرةَ ثم تُترك لكي تتكثف مرة أخرى إلى سوائلِ. بعد ذلك، تُصب الزّيوتَ الأساسيةَ في قواريرِ فلورينتين. ونحتاج من خمسة إِلى ستة أطنانِ من الورودِ للَحْصول على كيلوغرام واحد من الزيت الأساسيِ. وفي الطرق الحديثة أيضا، يتم وَضْعَ النّباتاتَ على شاشةِ وتمرير بخارِ خلالها.

الاستخراج باستعمال مذيبات تطايرية
تُستعملُ هذه الطّريقةِ مع الزهور الضعيفة التي تفسد روائحها بالحرارةِ العاليةِ الضرورية لَغلي الماء.  ويتم استخلاص الزيوت باسْتِعْمال مذيبات ذات درجة غليان أدنى من درجة غليان الماءِ.وهناك مواد متعدّدة، مثل الإثير أو النفط الممتاز، التي تتبخر بشكل سريع، تُستعملُ في العطارةِ الحديثةِ لإذابة الزيوت الأساسية وفصلها عن النبتة العطرية والمواد الحيوانيةِ. وتتمثل الطريقة العادية في وَضْع المادةَ العطريةَ على صحون معدنية مثقّبةِ في حاويةِ (النازع) ويتم تمرير المادة المذيبة فوقها ويُوجه إلى انبـيق [وعاء للتقطير]، حيث تتبخر، وتترسب كتلة نصفَ صلبة تعرف باسم المادة المتصلبة، والتي تَحتوي على الزيت الأساسي وكذا الحامض الإستياري.و يُمكنُ عندئذ فصل الزيت عن الحامض بطريقة الاستخلاص باستعمال الكحول بواسطة "درّاسة"، فينتج عن ذلك مادة تسمى الخلاصة النقية والتي تتمثل في الزيت الأساسي وهو الشكل الأكثر تركيزا والأكثر نقاء.

وإضافة إلى هذه التقنيات، هناك عملياتُ أخرىُ متعدّدةُ مثل التصحيح، التقطير الجزئي، النزع، وإزالة الألوان، إلخ، والتي من شأنها تحسين وتنقية المواد الخام العديدة المستعملة في المزج وتشكيل العطورِ.

تدرجات العطور

درجات الفوارق الدقيقة للعطور متعددة.  ومثلما رأينا، فإن العطر ليس شيئا ثابتا، غير قابل للتغيير، بل هو حدث يتطور بمرور الوقت، مثل التلحين في الموسيقى.فعند وضع العطر على البشرة، يتفتح العطر على الشذا الأولي المتصاعد، ثم يصبح لطيفا بعد أن يتضوع الشذا الأوسط ليكتمل الانطباع الحسي، ويدوم لساعات، كاشفا عن ذاته الحقيقية.

الشذا الأولي
إن ما تشعر به من عطر أول مرة بواسطة حاسة الشم يعرف بالشذا الأولي، أو " التأثير الأولي".  ويستغرق هذا من 5 إلى 10 دقائق ليأخذك بعيدا إلى رحاب الطيب.

الشذا الأوسط (القلب)
ثم، بعد دقائق معدودة، تأتي "الباقة" ، أو القلب، أو الشذا الأوسط الذي يمتزج تدريجيا مع الشذا الأساسي أو الخلفية.  والقلب هو الأريج الذي يبدأ في الانتشار بعد امتزاج العطر مع التركيبة الكيميائية الخاصة ببشرتك.  ويأخذ الشذا الأوسط هذا في العادة من 10 إلى 20 دقيقة للإنسجام على البشرة.

الشذا الأساسي
هو الانطباع الأخير الذي يتركه الطيب بعد جفافه.  ويبين هذا كيف تفوح رائحته عليك لفترة من الزمن.

إن عملية انتشار العطر يمكن تصورها كصاروخ من (3) ثلاث مراحل "انفجارية" متتالية.  فالعناصر المكونة للعطر، توضع بترتيب من الشذا الأولي إلى الشذا الأساسي حسب تطايرها، من الخفيفة جدا إلى الثقيلة، فالأقل تطايرا-من المثيرة للإحساس بالوخز اللطيف إلى أكثرها دفئا.  فالشذا الأولي يمكن أن يكون شذا  لطيف الحموضة وخفيفا، متطايرا وأخضر، بنكهة الألدهيد وأملاح الفواكه العضوية. وبالنسبة لباقة الشذا الأوسط (القلب)، قد يكون هناك أخلاط ثنائية الطيب للعديد من شذا الأزهار. أما بالنسبة للشذا الأساسي، فقد يكون هناك شذا الخشب المختلف:نبات البتشول، الأشنيات، وشذا البلسم والحيوانات: الكومرين [مركب يُستخدم في صناعة العطور] والويلين[مركب أبيض بلوري يتخذ بديلا عن الونيلية].

وتقوم العناصر المثبتة بشد مكونات المركب إلى بعضها بعضا وتوجيهها من الشذا الأولي إلى الشذا الأساسي.ولا يجب أن يتجزأ العطر إلى ثلاث مراحل.فعندما يكون العطر جيد التوازن، تكون التغيرات أثناء عملية الانتشار صعبة الإدراك، تماما مثل حركات عقربي الساعة.فالعطر الذي" يتجزأ " إلى مراحل يكون سيء التشكيل.

يجب أن يكون العطر منسجما، مختوما، وغير ممل على الإطلاق.يجب أن يوحي بالروائح الطبيعية المعهودة، ولكن أيضا يجب أن يأتي بالجديد والمثير غير المتوقع.  يجب أن يكون مرآة لعكس الإحساس الفني المعاصر، وليس لعكس موضة عابرة.

تصنيفات العطور

العطر
إن زيت العطر الأكثر تركيزا والأغلى ثمناً هو أقوى انواع العطور وأدومها تضوّعا، وقد يحتوي على عدة مئات من المكونات.  وهو يحتوي على نسبة 20 إلى 50 في المائة من العطر المركز.

ماء العطر
هو محلول لعطر كحولي يحتوي على نسبة 10 إلى 15 في المائة من العطر المركز.

ماء الزينة(الكولونيا)
الكولونيا هي شكل مخفف لطيب معين بنسبة 3 إلى 8 في المائة في تركيز العطر المركز في أساس من الكحول والماء. والكولونيا أقل تركيزا من ماء العطر.  فهي تُشكل باستعمال تركيز أقل من زيت العطر، وهي مثالية لخلق انطباع لطيف أكثر.

رذاذ العطر المرطّب
إن رذاذ العطر المرطّب عبارة عن طيب لا يحتوي على كحول.فهو رذاذ للرش يحتوي على زيت ويمنح الجلد غطاء حريريا ناعما من المرطبات المعطرة.وهذا مثالي للاستعمال في الطقس الحار لأنه أقل تجفيفا للجلد.

البخاخ الطبيعي
هو بخ يتولد عن حركة مضخة لإطلاق ضباب ناعم من العطر.

مصادر العطور

المكونات الحيوانية
إن مكونات العطر المستخرجة من الحيوانات تَستعملُ دائما في التّركيزات الدّقيقِة بسبب رائحتها القوية جدا فعندما تُخَفّف بالنّسبةِ الصّحيحةِ فإنها تعطيَ تأثيرَا رائعا فهي تمنح الأريج غنى ودفئا لا نجدهما إلا في شذا الحيوانات وهي قريبة جدا من الناحية الكيميائية إِلى روائحنا الجنسيةِ الخاصة بنا.  والروائح المستخرجة من الحيوانات هي جزء أساسي للعديد من العطور التّجاريِة ومعظم الروائح الحيوانية يتم إنتاجها اليوم بشكل صناعي لتخفيض التكلفة وزيادة الإنتاج.

1-العنبر
يتواجد العنبر على شكل قطع زيتية رمادية اللون بشكل أساسي في المحيط الهنديِ وهناك كثير من التأويلات حول أصل هذه المادةِ ويتواجد العنبر في مياه المحيطَ على شكل قطع تتراوح من رطل إلى سبعين رطلا [الرطل الواحد يساوي حوالي 453 غراما] وتكون للقطع رائحةُ كريهة قويةُ عندما تكون في حالتها الخامة ويَجِبُ أَنْ تُحل في الكحولِ وبعد المعالجة يصبح الطيب قويا جدا وكان يُستعملَ في قفازاتِ معطرة لأن الرّائحةَ كانت تبقى لعدة سنوات.  واليوم يستعمل العنبر الصناعي بشكل أساسي كبديل عن العنبر الطبيعي.

2- الخروع
الخروع ناتج عن إفراز من الجريبات الغددية لكل من ذكر وأنثى حيوان القندس ويتميز برائحة كريهة جدا قبل تخفيفه بشكل معتبر ويصبح بعد ذلك طيبا بشكل كبير فهو مثبّت ممتاز و يمنح العطور شذا مُتبّلا أو شرقيا وهو يُستعملَ بشكل عام في العطور الرّجالية بسبب شذاه الشديد، ذي الطابع الجلدي الدخاني كما يُستعملَ أيضا في عطور النِّساءِ الشّرقياتِ وأصبح الخروع الصناعي الآن متوفرا وهو يضاهي في جودته الخروع الحقيقي.

3-الزباد
يُعتبر الزباد واحدا من أكثر الموادُ الحيوانيةُ المهمةُ المستعملة في العطرِ فهو يُؤخذ من كيس يوجد تحت ذيلِ ذّكر وأنثى قط الزباد ويكون للزباد رائحةُ قويةُ جداً لكنها تُخفّفُ وتَُستعملُ  بكمياتِ ضئيلة وتشبه رائحته رائحة المسك لكنها تزيد عنها بعبير دخاني طيب وهو مثبّت ممتاز ومستعمل في العديد من العطور ذات النوعية الرفيعة اليوم والبدائل الصناعية للزباد متوفرة في الوقت الراهن.

4 -المسك
ربما كان المسك من أكثر الروائح العطرية قوة وأغلاها ومصدر المسك هو ذكر أيل المسك فهو يُستخرج من حيوان الأيل على شكلِ حبوبِ ولقد ظل المسك عنصرا أساسيا في العديد من العطورِ منذ اكتشافه وهو حاليا يدخل في تركيب 35% من كل العطور والأطياب الرّجالِية فهو مثبّت ممتاز ويدوم لوقت طويل بشكل استثنائي وهناك العديد من أنواع المسكِ الصناعي، والمسك واحد من المكونات الأكثر أهمية في العطورِ. والمسك في شكله الطّبيعيِ أو الصناعي يُمكنُ أَنْ يدخل في تركيب  90% من كل العطور الرفيعة.

الثّمار، الأوراق، والجذور

1-الفانيلا
تم اكتشاف الفانيلا في المكسيك واستُعملَت كتابلِ للطّعامِ ورائحةَ الفانيلاِ حاضرُة  في أغلب العطور الرفيعة اليوم ولو أنها غالباً ما تكون في شكل صناعي.

2-الباتشول
الباتشول مكونُ عطرِي فريدِ يُستعملَ في نصف كل العطور الرّجالية تقريباِ وهو يمتلك الرّائحةُ الأقوى في المملكةِ النّباتيةِ. ويوجد بشكل أساسي في الهند واندونيسيا.

3-السوسن الفلورنسي
السوسن الفلورنسي هو البصلاتُ المُجَفَّفةُ لنبتةِ السوسن الفلورنسي ورائحته مشابهةُ لرائحة زهرة البنفسج وغالباً  ما تُستعمل لإنتاج عطر البنفسج الصناعي. ويتم تجفيف جذر السوسن الفلورنسي لمدة سنتين.  ولقد ظل جذر السوسن الفلورنسي ثمينا كعطرِ منذ العصر اليوناني القديم وهو يعتبر أحد أهم مواد العطور.

هناك نوعان من الأوراق الأساسية بالنسبة للعطرجي، وهما أوراق القستوس والبتشول فالبتشول وهو نعناع من شرقي الهند يتميز بطيبه العفن و يدخل في تركيب الكثير من العطورِ و يَنمو في ماليزيا و سومطرة أما اللان فهو مادة حلوة دبقة تفرزها أوراق وأغصانِ نبات القستوس وهو فصيلةِ من الورد ويوجد في كل من كريت وقبرص ومناطق أخرى على ضفاف البحر الأبيض المتوسط في كل من أسبانيا والمغرب وهو ثمين كمثبّتِ.

الزّهور
يَستعملُ العديد من أطياب الزّهور في العطور. وتؤثر كل من التربة والمناخ ونوع كل زهرة على أريجها بشكل هائل. والواقع أن المواد الخام المستعملة في صناعة العطر توجد في شتى الأماكن فحقول الزّهورِ والنّباتات العطريةِ موجودة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وخشب الصندل ونجيل الهند تأتي من الهند وتُنتجُ مدغشقر زهرة الأيلنغ الرقيقة وتساهم أشنة البلوط من يوغسلافيا وورود بلغاريا أيضا في تشكيلة المواد المستعملة في صناعة العطور.

إن الزيت الأساسي في النّباتاتِ والذي يمنحها روائحها الخاصة يوجد في الزهور والأوراق والثمار واللحاء والجذور والأصماغ والراتنج وكذا البذور في جميع أنحاء العالم وأغلى وأجود زيوتِ العطرِ والذي يُدعى " الخلاصة النقية " يأتي من بعض الزّهورِ وتعتبر الزّيوتَ الطّبيعيةَ للوردِ والياسمين وزهرة البرتقالِ أكثرها أهمية وإنه لمن المهم أيضا الإشارة إلى أنّ كل عطرِ من الدرجةِ الرفيعة يَحتوي على نسبة مئوية معينة لواحد أو أكثر من زيوت هذه الزّهور والتي تَمْنحُ العطر رقة لا يمكن الحصول عليها من أي مكون عطري آخر.

1- الورود
إن أحد أثمن العناصر لعطرِ رفيعِ يأتي من الوردة، والتي تُعَرفَ بـ" ملكة الزهور" فلقد كَانتْ لعطور الورد شعبيةَ جداً لدى الرومانيينِ واليونانيين وتُقطف الورود في الليل حيث إنها تكون في أكثر حالاتها تضوعا قبل شروق الشمسِ والفصيلتان الرّئيسيتان للوردِ المستعملتان في العطرِ هما روزا  سنتيفوليا   Rosa centifolia وهي تنبت في جنوبَ فرنسا و روزا داماسينا  rosa damascena أو  الورد الدمشقي Damask Rose  المتواجد بشكل رئيسي في البلدان العربيِة وتُزرع الوردةَ الدّمشقية على نطاق واسع من أجل العطور وتدخل الورود في تركيب 75% من كل العطور.

2-الياسمين
الياسمين، وهو" خلاصة نقية " أخرى أو عصارة صافية يَعطي للعطرَ نوعية كاملة ومختومة وتُقطف زهور الياسمين عندما يصل أريجها إلى أوجه قبيل الفجرِ ويجب معالجة الزّهور فوراً قبل  أن تفقد طراوتها ويجب أيضا وضع الياسمين في سلل خاصة لتفادي خدش الزهور والإخْلاْل بالتوازن الطّبيعي لباقة الزّهرةِ ونحصل على 1/25 أوقية [الأوقية الواحدة تساوي 28.35 غرام] من الخلاصة النقية باستعمال ثمانية آلاف زهرة ياسمين ويُستعمل الياسمين الطبيعي والاصطناعي في 83% من كل العطور النِّسائية.

3- البنفسج
لقد ظل البنفسج يُستعمل في العطورِ عبر العصور فقد استُعمل في كل من العطورِ والأدويةِ وظل يُستعمل لمختلف أنواع العلاجِ بدءا بالصداع وانتهاء بالسّرطانِ وهناك نوعان من البنفسجِ مستعملان بشكل شائع في العطورِ وهما بنفسج فيكتوريا وبنفسج بارما والبنفسج يُنتجُ فقط كمية ضئيلة من الزّيوت الأساسيةِ وهي نادرة الاَستعمال اليوم وهناك بديل صناعي للبنفسجِ أكثر استعمالا إلى جانب زيوت أساسية أخرى تَشْبهُ البنفسج.

4-زهرة البرتقال
إنّ زهرةَ البرتقالَ هي الزّهرةُ التّقليديةُ للعرائسِ في جميع أنحاء العالم والبرتقالَ المر هو واحد من أكثر الأشجار المتعدّدة الاستعمالات التي تُنتجُ الزّيوت الأساسية لهذه الرّائحةِ فأزهارها تُعطي الخلاصة النقية لزهرةَ البرتقال وأخذ زيت زهر البرتقال أو النارولي اسمه من  Neroli وهو اسم أميرة نارولي الإيطالية فهي أول من بدأ موضة اسْتِعْمالِ الزيت للقفازات المعطرة فالخلاصة النقية نادرة إلى حد ما لكن زيت النارولي وفيرُ ومستعمل على نحو واسع خاصةً في الكولونيا الرفيعة المستخرجة من الحمضيات فزيت " الحبة الصغيرة " petit grain  يتم الحصول عليه بالتّقطيرِ من الأوراقِ والأغصانِ وتُزرع أزهار البرتقال في جنوبي فرنسا وأسبانيا وإيطاليا وأفريقيا الشمالية.
       
5-زيت البرتقال
نحصل على زيت البرتقال من قشر ثمرةِ شجرة البرتقالِ ويأتي معظم زيت البرتقال من إيطاليا أسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية ويُستعمل في أنواعِ الكولونيا والعطور الأخرى التي مصدرها الحمضيات وأحد أهم زيوت الحمضيات الخاصة بماء الزينة والكولونيات هو زيت الليمونِ فعند فركه باليد يعطي هذا الزيت شذا الفاكهة الطازجةِ ويأتي زيت اللّيمونِ في معظمه من إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية أما زيت البرغاموت فيعصر من ثمرةِ شجرة البرغاموت التي تُزرع  في كالابريا جنوبي إيطاليا ويَستعملُ هذا الزيت في الكولونيات مع شذا الحمضيات وفي أنواعِ أخرىِ من العطور.
       
6- الأيلنغ  ylang ylang
إن الأيلنغ واسع الاستعمال في الطيب الرّفيع وتوجد هذه الزّهرةِ  في جنوب شرق آسيا ولا تُقطف الأيلنغ قبل أن يمر أسبوعان أو ثلاثة على تفتح البراعم ويجب أن تُعالج بسرعة مباشرة بعد قطفها و يَستعملُ هذا الزيت بشكل عام ولكن الإصداراتَ الصناعية وزيت كانانجا   cananga غالباً ما يُستعمل كبديل في العطور الأقل سعرا.

ويعتبر اللحاء والجذور أيضا ذات أهمية كبرى بالنسبة للعطرجي. فزيت شجرةِ القرفة يحتوي على شذا حلو بنكهة التوابل ونجيل الهند وهو عشب زيته الأساسي يأتي من جذره مثبّتُ جيدُ يُستعمل في العديدِ من العطور. ويوجد هذا النبات في آسيا وجزر الهند الغربية وفي أمريكا الوسطى والجنوبية أما زيت كوستوس Costus، وهو مثبّت  ممتاز فيُزرع في مرتفعات هملايا ويُمكنُ أَنْ  يكون قويا جدا حتى في التّركيزات القليلة.

7- الراتنج
الرّاتنج عبارة عن مواد تخرج من لحاءِ الأشجارِ فالأشنيات التي توجدَ عادة حول أشجارَ البلّوط تنضح بمادة راتنجية  تسمى أشنة البلوط ورائحتها فريدة حيث تمنح العطر شذا بنكهة التراب يكون ضروريا بالنسبة للعطور من نوع شيبرchypre  ومشتقاتها ويتواجد في يوغسلافيا وإيطاليا وبلدان أوروبا الوسطى أما البخور فهو راتنج مشهور وما زالَ مستعملا في الطّقوسِ الدّينيةِ كدواء وكعطر مطهر.

8- الأخشاب
ظل خشب الصندل يُعتبر كعطر مقدّس لوقت طويل مرتبطا بالمناسكِ الدّينية في الهند القديمة وبالبوذيين الصينيين فبفضل أريجه سهْل التمييز وبفضل قيمته كمثبت توسع استعمال هذا الزيت في العطور فزيت خشب الأرز يَعطي شذا  فرعيا للخشب وله أيضا  قيمته كمثبّتِ ومصدره هو أشجار الأرزِ التي تنمو في المغرب ولبنان وأفريقيا الشرقية ويقال أن الزيت المغربي هو الأفضل

تاريخ العطور

كان العطر، في نهاية القرنِ، يأتي أساسا من طيب الزهور المنفردة. وكان الطلب على الورود، البنفسج، الليلك، وزنبق الواديِ كبيرا.  وقد عُرفت أنواع شذا الباقة الزهريةِ في نهاية العقدِ الأولِ كمركّباتِ، وقد وُجدت للمساعدة في تجميع العطور مع بعضها بعضا. وفي ما بعد، عُرفت العطور التجريدية والتي لم تكن لها أية علاقة بالمجموعة الزهرية أو الباقة الزهرية المنفردة. ولقد أحدث هذا التقدم ثورة في مجال صناعة العطور. واليوم، أصبحت العطور تتجه نحو المزيد من التعقيد، مع العديد من أنواع الشذا ومشتقاتها والتي لم تكن معروفة قبل اكتشافِ المواد العطرية الكيماوية.
وبسبب نشاطاتها التجارية المتنامية في أزهار الياسمين، والبرتقال، والورد، فرضت مدينة جراس إن بروفينس Grasse in  Provence  [فرنسا] نفسها كأكبر مركز لإنتاجِ المواد الخامِ. فلقد تم وضع القوانين الأساسية الخاصة بصانعي العطور في مدينة جراس عام 1724.وأصبحت باريس الند التّجاري لجراس والمركز العالمي للعطور.  ولقد كانت دور العطور كلها متمركزة في باريس، مثل هوبيجان Houbigant (التي تنتج العطر المسمى بعض الزهور Quelques Fleurs  والتي مازالت تتمتع بالشعبية إلى حد اليوم)، لوبين Lubin ، روجيه وجاليه Roger & Gallet، وجرلين Guerlain .
وبعد وقت قصير، أصبحت التعبئة في القنينات أكثر أهمية. فأقام العطرجي فرانسوا كوتي Francois Coty شراكةَ مع ريني لاليك Rene Lalique .وبعد ذلك قام لاليك بإنتاج القناني لصالح جارلين Guerlain، دورسي D'Orsay، لوبين Lubin ، مولينار Molinard ، روجيه وجاليه Roger & Gallet  وغيرهم.والتحق بهم بعد ذلك بكارا Baccarat بإنتاج القنينة لصالح ميتسوكو (جرلين) Mitsouko (Guerlain) ، شاليمار(جرلين)  Shalimar (Guerlain) وغيرهم. وابتكر مصنع زجاج بروسBrosse glassworks   القنينة البارزةُ لصالح جين لانفينس آربيج Jeanne Lanvin's Arpege ، وشانيل5 Chanel No.5 المشهورة.
1921 - مصممة الأزياء غابريال تشانيل Couturier Gabrielle Chanel  تُطلق منتوجها العطري الخاص بها، الذي كان من ابتكار إيرنيست بو Ernest Beaux. وقد أطلقت عليه اسم  تشانيل5 لأنه كان الخامس في مجموعة العطور التي قدمها لها إيرنيست بو.وكان إيرنيست بو أول من اَستعملَ الألديهيدات في صناعة العطور. وبالفعل، فقد كان العطر تشانيل5 أول عطر يُنتج بالكامل اصطناعيا على نطاق تجاري واسع.
وشهدت فترة الثلاثنيات وصول العطور ذات النكهة الجلديةِ، كما أصبحت العطور الزهرية ذات شعبية بظهور طيب وورث Worth الذي سماه سأعود Je Reviens عام 1932،  وطيب  كارون Caron  المسمى زهور روكاي Fleurs de Rocaille  عام 1933، وعطر جان باتو    Jean Patou   المسمى   البهجة  Joy  عام  1935. وبوصول صناعة العطور الفرنسيةِ إلى ذروتها في الخمسينات، بدأ مصممون آخرون، مثل كريستيان ديور Christian Dior ، جاك فاث  Jacques Fath، نينا ريتشي Nina Ricci ، بيار بالمين Pierre Balmain. وغيرهم كثيرون في ابتكار العطور الخاصة بهم.
يتم تشكيل عطور اليوم من قبل عطرجيين تدربوا على التّقاليدِ الجماليةِ لعصر النهضة.  هؤلاء الحرفيين، الذين يَصْرفونَ سَنَوات في تعلم الصّنعةِ، ويتكلمون بشكل جذاب عن الأخلاط الثنائية لشذا الكهرمانِ مع الأزهار البيضاءِ. وبحلول سنة 2000 سَيَتكلّمُ العطرجييون بشكل روتيني عن أتباع الأعضاء الحساسة للمسك والصلات الجزيئية الرابطة الخاصة ببروتينات الأعضاء الحساسة للزهور.
تاريخ الكولونيا
لأن كلمةَ كولونيا cologne  هي في الحقيقة الاسم الفرنسي الذي أُعطىَ لمدينةُ  كولن  Köln الألمانية، فإنه َرُبَما يكون من الغريب إذن أن تكون أصول ماء الكولونيا   eau de cologne ذات جذور إيطالية في واقع الأمر. فلقد بدأ كل شيء مع جيان باولو فيمنيس Gian Paolo Feminis، وهو حلاق من فال فيجيزو Val Vigezzo، تركَ موطنه الإيطالي بحثا عن الثروة في ألمانيا.  وأثناء مقامه في ألمانيا، ابتكر ماءَ عطريا سماه الماء الرائع Aqua Admirabilis. ولقد صُنع هذا الماء من روح العنبِ، زيت النارولي [وهو زيت عطر يستخرج من زهر البرتقال]، الخزامى، وإكليل الجبل. وعند  إطلاقَ  هذا العطر عام 1709 تهافت عليه المستهلكون وأفرغوا رفوف صيدلية كولونيا منه بسرعة أجبرت جيان باولو على توظيف حفيده جيوفاني ماريا فارينا Giovanni Maria Farina، للمساعدة على تلبية الطّلبِ على العطر من قبل المستهلكين.وفي عام 1732، تولى الحفيد جيوفاني المهمة وسَوّقَ الإنتاج كمادة استهلاكية للعلاج من العديد من الأمراضِ، بدءا من أوجاعِ المعدةِ وانتهاء بنزيف اللثة.
وذاع صيت عبارة " الماء الرائع" خلال حربَ السَّنَوات السبع، تلك الحرب التي وقعت خلال منتصف القرن الثامن عشر، حيث قاتلت فيها بروسيا [روسيا البيضاء] إلى جانب بريطانيا ضد التحالف المكون من فرنسا، النمسا وروسيا. وربما تكون روسيا البيضاء وبريطانيا قد انتصرتا في المعركةِ، لكن فارينا ربح بعض الزبائن الجدد في كل من فرنساِ، والنمسا، وروسيا. لقد حمل هؤلاء الجنود معهم زجاجات إلى بلدانهم، وتم كل شيء- إنشاء سوقِ عالمية فورية.  ولقد كان الفرنسيون هم من سماه ماء كولونيا Eau de Cologne ، وأصبح العطر الخاص المفضل لإحدى عشيقات ملك فرنسا لويس الخامس عشر(وكانت  له عشيقات كثيرات!)، وهي الكونتيسة دو باري Comtesse du Barry .
وشهد القرن الثامن عشرُ طفرة ثورية في العطارةِ باختراعِ ماء الكولونيا. وكان هذا المزيج المنعش من إكليل الجبلِ، الزيت النارولي، البرغاموت، والليمون قَدْ استُعمل بطرقِ مختلفةِ ومتعددة: مُخَفَّفا في ماء الاستحمامِ، ممزوجا بالنّبيذِ، للأكل على كتلةِ سكرِ، كغسول للفمِ، كسائل لحقنة شرجية أو كمكوِّن لكمّادة، أو للحَقنَ بشكل مباشر. . . إلخ. ولقد اتسع تنوع حاوياتِ العطر في القرن الثامن عشرِ كاتساع تنوع العطور واستعمالاتها.  فالإسفنجات المنقوعة في خل الزينة المعطر كانت تُحفظ في القارورات المعدنية المثقبة المطلية بالذَهبِ.  وكانت العطور السائلة تُعبأ في زجاجات جميلة، إجاصية الشكل من طراز لويس الرابع عشر. ولقد أصبح الزجاج يزداد شعبية، خاصة في فرنسا مع افتتاحِ مصنعِ بكارا Baccarat عام 1765.
و وصلت كلمة نابليون( 1821- 1769) المدعمة لماء الكولونيا (كان يستهلك منه زجاجاتَ بأكملها كل يومِ!) إلى ألمانيا، مما حدا بفارينا إلى فتح دكان في باريس.ولكن، يظل التّقليد هو أصدق شكل من أشكال الإطراء. ولم يمض حين من الدهر حتى ظهر عدد من المقلدين في باريس وغيرها.ولم يتورع البعض الآخر حتى عن تبني أسماء فيمنيس/ فارينا!
وفي نهاية المطاف، باع فارينا الحقيقي، جان ماري فارينا، الصّيغة الكيميائية للطيب إِلى ليونس كولا Léonce Collas  وعاد إِلى إيطاليا. غير أن كولا، وَرثَ نفس المشاكلَ، وفي 1862 باع الصيغةِ إِلى روجيه و غاليه، وهو الذي يَملك اليوم الحقوق الشرعية لماء كولونيا الباريسي.  وبينما كان كل هذا يحدث، بقي قليل من آل فارينا وفيمينيسي في كولونيا واستمروا في تسويق مائهم العجيب.  وقامت واحدة من هذه السليلات الألمانيةِ، وهي جوهان فارينا ماريا، في وقت لاحق ببيع الصّيغة الكيميائية للطيب أكوا Aqua  إلى العطرجي ويلهيلم ملهينس Wilhelm Mülhens، وهو  أيضا من كولونيا الألمانية.وقام ملهينس بفتح معرضه عام 1792. واليوم، يتم بيع العطر التقليدي المعروف باسم ماء كولونيا تحت اسم 4711، وهو أقدم وأكثر العطور استمرارية من حيث الإنتاج.
العطر في أوروبا
عرف العطرُ نجاحا منقطع النظير خلال القرن السابع عشر. فلقد أصبحت للقفازات المُعَطَّرة شعبية في فرنسا، وفي عام 1656 تم تأسيس نقابةِ صناع القفازات و العطرِ.وأصبح للعطر مكانته المرموقة عندما تربع لويس الخامس عشر على العرشِ في القرن الثامن عشر.وقد عُرف بلاطه باسم " البلاط المعطر" la cour parfumée .ولقد كانت مدام  (السيدة)  دي بومبادور Madame de Pompadour تشتري كميات ضخمة من العطر، وكان الملك لويس يطلب عطراً مختلفا لشقته كل يوم.وكان بلاط لويس الخامس عشر ذا صيت بسبب الرّوائحِ التي كَانتْ توضع يوميا ليس فقط على البشرة ولكن أيضا على الملابس والمراوح والأثاث. ولقد قام العطر مقام الصّابونِ والماء. وزاد استعمال العطرِ في فرنسا زيادة مطردة.
وبعد مجيء نابليون إلى السلطة، استمر الإنفاق الباهظ على العطرِ. وكان يتلقى كل أسبوعِ ربعي غالون [2,27 لتر] من ماء كولونيا البنفسج ويُقال عنه أنه كان يستعمل ستين زجاجةُ من الخلاصة المضاعفِة للياسمين كل شهر أما عشيقته جوزفين فكانت تميل إلى تفضيل أقوىِ العطور فهي كَانتْ تميل إِلى المسكِ، ولقد استعملتْ الكثير منه لدرجة أن الأريج ظل يتضوع في مخدعها ستين سنة بعد موتها.
ووصل العطر إلى قمة مجده في إنجلترا خلال حكمي الملك هنري الثامن والملكة إليزابيث الأولى فلقد كانت كل الأماكنِ العامّةِ تُعطر خلال حكم الملكةِ إليزابيث، حيث إنها لم تكن تتحمل الروائح الكريهة وكان يقال عنها بأن حدة أنفها لم يكن ليضاهيها غير خبث لسانها وكانت سيدات اليوم، يتباهين بتشكيل العطور المبهجة وكن يستعرضن حذاقتهن في مزج الروائح.
وكما هو الشأن مع الصّناعةِ والفنونِ، عرف العطر تغييراتِ عميقة في القرن التاسع عشرِ  فالتَغير في الأذواق والتَطَوّر الذي عرفته الكيمياءِ الحديثةِ وَضعا أسس صناعة العطور كما نَعْرفها اليوم وقد أدّى حلول الكيمياء الحديثة محل الكيمياءِ القديمة إلى خلق العطور الجديدة كما إن الثّورة الفرنسية  لم تقلل من ذوق الناس للعطر بأي شكل من الأشكال بل كان هناك عطر يسمى "عطر المقصلة "Parfum a la Guillotine . وبعد تولي حكومة ما بعد الثورة تَجاسر الناس مرة أخرى للتعبير عن ميلهم لبضائعِ الرّفاهيةِ ومنها العطر وظهرت بشكل غزير صناديقِ الزّهوِر العطرية في الـقرن التاسع عشر.
وفي أمريكا، كَانتْ الرّوائح الأولى تتمثل في أنواع الكولونيا والماء المعطر. وكان ماء فلوريدا وهو خليط غير معقد من ماء الكولونيا مع لمسة من زيت الفصوصِ القرفة الصينية، والعشب الإستوائي عطرا شعبيا.
العطر في العصور القديمة
اشتُقت كلمة عطر في اللغة الإنجليزية perfume من العبارةِ اللاتينيةِ،  per  بمعنى " خلال " و   fumus   التي تعني "دخان" وبعد ذلك أطلق الفرنسيون الاسم  parfum  على  الرّوائح اللّطيفةِ  التي  تنتقل عبر الهواءِ من البخور المُحترِقِ وهناك فتراتُ تاريخِية قليلة لَمْ تتأثر بالعطرِ. فتاريخ العطرِ غالباً ما كان يتشابك مع تاريخِ الجنس البشريِ.
كان البخور هو الشّكل الأول للعطرِ فلقد اكتُشف البخور أول مرة مِن قِبل قدماء العراقيين في حضارة مابين النهرين قبل حوالي 4,000  سنة ففي الحضارات العتيقة كان يُحرق العديد من أنواعِ الراتنجِ والأخشاب في مراسيمهم الدّينيةِ وكانوا غالباً ما يقومون بنقع الأخشاب العطرية والراتنج في الماءِ والزيت ثم يقومون بفرك أجسامهم بالسّائلِ وكانوا أيضا يحَنطون موتاهم بهذه العطورِ.
لقَدْ تَعلّمنَا من الكتابات الهيروغليفيةِ على القبورِ المصريةِ القديمةِ أن العطرِ لَعبَ دورا في حياةِ المصريين.فلقد دخل البخور إلى مصر حوالي سنة 3000 قبل الميلاد، وأصبح ذلك شعبيا بعد تولي الملكة حتشبوت العرش فلقد  قادتْ بعثات بحثا عن البخور والسّلعِ الثّمينةِ الأخرىِ و هو ما سُجل على جدران الهيكل الذي شُيد على شرفها في وقت لاحق وكان في الهيكلِ حديقةَ نباتات وقد مُلئت بأشجار البخور التي تم جلبها في هذه البعثاتِ كما وُجدت العطور داخل قبور الفراعنةِ المصريين ويُحتمل أن يكون استعمال العطور في الطقوس السرية سابقا لإحْراق البخور والأعشابِ الطيبة في المراسيم الدينية.
وحتى بِدايةِ العصر الذهبيِ لمصر، ظلت العطور تُستعمل فقط في الطّقوسِ الموجهة للآلهةِ أو الفراعنة أما في العهود الإنجيلية، فقد كان العطر يحظى بالتقدير العاليِ وهناك إشارةُ متكررةُ إلى العطر في الإنجيل ففي العهد الجديد [الإنجيل]، حمل الحكماء الثّلاثة هدايا الذّهبِ البخور ونبات المرّ إِلى الطفل عيسى المسيح عليه السلام وقبله بوقت طويل أمر الله تعالى موسى عليه السلام [كما جاء في العهد القديم (التوراة)] أن  "خذ لك عطوراً ميعة و أظفارا وقنة عطرة ...ولبانا نقيا...فتصنعها بخورا عطرا."
وعلى الأرجح، مازال عود البخور أكثر النباتات التي لمح إليها الإنجيل شهرة فالبخور المحترق كان امتيازا للكهان في الحضاراتِ الأولى ومازال  التّقليد قيد الاستعمال اليوم في الكنائسِ الكاثوليكية والكنائس الأسقفية البروتستانتية.
وأصبح البخور والمواد العطرية والزيت المعطر متوفرا لكل المصريين بعد أن تنازل الكهنة بشكل تدريجي عن حقوقهم الإمتيازية وأُمر المواطنون بتعطير أنفسهم على الأقل مرة كل أسبوع فقام  المصريون وهم ذوي عادات شخصيةِ صعبة الإرضاء بأَخذَ  حمامات مدروسة ومعقدة والتي كانت البداية الأولى لِمؤسسات الاسْتِحْمامِ الفاخرة عند  اليونانيين والرومانيينِ فقد كانوا يدهنون جلودهم بالزّيوتِ لأنها كانت تدخل عليهم المتعة كما كانت تسَاعدهم في حماية أجسامهم من التّأثيراتِ المجففة للشّمسِ المحرقة ولقد ابتكر المصريون العديد من الكريمات المعطرة ومرطبات البشرة وكانوا يُشكّلونها في أشكال مخروطِية ويَذُوبونها لكي يغطوا شعورهم وأجسامهم  فقد كان الاِسْتِحْمام ممتعا وفرحة اجتماعية وكان الاستحمام يصل أحياناً إلى ثلاث مرات يومياً.
كان المصريون يحملون العطر معهم من الولادةِ وحتى بعد موتهم وكان العديد من المصريين يَضعونَ عطورا في قبورهم ليحافظوا على جلودهم ناعمة كالحرير في الدار الآخرةِ وبما أن المصريين كانوا يعتقدون بأنّ الرّوحَ تصعد إلى السّماء فقد كان يرى أهل الميت أنه من الضروري أن يرَافقَ العطرِ روحَ الفقيد فكانت توضِع الأواني المطلية بالذهب والجرار المصنوعة من الفخار الناعم والعقيق الأبيض المملوءة بالمواد العطرية في القبورِ. وكَانتْ بعض من الزّيوتِ التي استُعملتْ قوية جدا لدرجة أنه حتى بعد 3,300 سنة بعد موت توت عنخ آمون كان بالإمكان اكتشاف أثر لطيب منبعث من مراهمِ في قوارير مختومة بإحكام عندما فُتِحَ القبرُ واستُعملت العطور خلال عملية التَحْنيطِ وكانت تأخذ من 40 إِلى 70 يوما لإكمالها! ولقَدْ تم استعمال نبات المرّ المطحون والقرفة الصينية وعطور أخرى في عمليةِ التَحْنيطِ.
على الأرجح بلغ استهلاك المواد العطرية ذروته خلال هذه الفترةِ المتميزة بالإسراف فقد كانت معارض العطور أماكن اجتماع شعبيةُ لكل شخصِ تقريباً وكان الحمّامِ اليوميِ نشاطَا مهماَ للمواطنِ اليونانيِ وكانت تُستعمل أنواع مختلفة من المراهمِ في آن واحد مع بعض الرّوائحِ خصيصا لأجزاءِ معينة من الجسم.  ويُنسب إلى اليونانيين فنِ صناعة أول عطرِ سائلِ ولو أنه كان مختلف تماماً عن العطرِ كما نَعْرفه اليوم.  فقد كَانتْ عطورهم مساحيقَ معطّرةَ ممزوجة بزيوتِ ثقيلةِ خالية من الكحول وكان السّائل يُخزنَ في زجاجاتِ طويلة الشكل مصنوعة من المرمرِ والذّهبِ.
وكان المصريونُ يتباهون بالحاوياتِ الجميلةِ التي كانت تحَمل عطورهم وكانت زجاجاتِ العطرِ هذه ذات جمال خلاب فلقد كانت تُصنع الحاويات من موادِ مثل المرمر والزجاج والأبنوس والخزف الصيني كما صُنعت بعض زجاجاتِ العطرِ من الذّهب والحجارةِ وعندما ظهر الزجاج لأول مرة في مصر حوالي سنة  1558  قبل الميلاد أصبحت له قيمة تفوق قيمة الجواهرِ.
سَمحتْ الظروف المناخية المناسبة لمصر باستيراد العديد من التّوابلِ والمواد العطرية من الهند مثل الزنجبيل، الفلفل، وخشب الصندل و ما زالَتْ مصر تحتل مكانة بارزة في إنتاج زيت العطرِ الأساسيِ وهي تستحوذ على قسم هام من إنتاجِ الياسمين في العالمِ ولقد أخذ قدماء اليونانيين والرومانيين معارفهم حول العطور من المصريين وكانت التجارة بين كريت ومصر جيدة وتعايشيةَ وكما هو الحال مع المصريين كانت الزّهرة الأكثر اعتبارا بالنسبة لسكان كريت هي زهرة الزّنبقَ وكان الورد شعبياَ أيضا وأَخذت الثقافة اليونانية وقتا لتتطوّرَ بعد  ثقافة كريت فقاموا باستِعْمال مواد متنوعة حاملة للطيب مستخرجة من الزيوت النباتيةِ مثل زيت الزيتون واللّوز، وأضافوا زيوتا أساسيةَ مستخرجة من الزّنابقِ، والورود، واليانسون، وجذر السوسن الفلورنسي. وعلى الرغم من حظر سابق على استعمال العطور في الـقرن السادس فإن الرجال والنِساء على السواء استعملوها بإسراف قبل وبعد الاستحمام خلال اليوم وعلى كل أجزاءِ الجسمِ.
كانت الحمامات العمومية الرّومانية رائعة، وكانت حمامات الإمبراطورِ كاراكالا الأكثر شهرة على الإطلاق فقد كانت هناك غرفة واحدة ذات رفوف عليها  قارورات من المراهمِ وجرار الزّيوتِ المعطّرةِ وخلاصات في زجاجات ذات أحجامِ مختلفة وانغمسَ الرومانيون في عادة استعمال العطرِ ثلاث مرات كل يوم كما كانت تُعطر الكلاب الأليفة والخيول.  وفي الاحتفالات، كانت تُطلق الطيور من أقفاصها لترش العطر من أجنحتها؛ وكانت أغطية الأثاث والشمعدانات، والمناضد، والوسائد تُعطر كلها.وكان الخدم يضعون المسكَ، العترة، مرهم الناردين، ومواد عطرية أخرى.
وبغزو الإسكندر الأكبر لمصر في الـقرن الثالث قبل الميلاد، صار استعمال العطرِ والبخور في اليونان واسع الانتشار أكثر ولقد تطرق الفيلسوف اليوناني  ثيوفراستوس الأثيني إلى مختلف المواد الحاملة للأريج والزّيوت الأساسية ومصادرها النباتية وحتى تأثير الرّوائحِ المختلفة على أمزجتنا وعلى عمليات التفكير لدينا كما بحث أيضا الكيفية التي نُدركُ بها الرائحةَ وأشار إلى الارتباط الموجود بين إدراكِ الرّوائح والذّوق.
ربما كانت كليوباترا أكثر حكام مصر شهرة فكليوباترا الخبيرة في قوةِ وسحر الأريجِ كَانت مسرفة في استعمالها للعطرِ فبعد اغتيالِ القيصر يوليوس تَركتْ روما لتصبحَ ملكة على مصر وهناك حَيّتْ مرقس أنطونيوس وهو سياسي روماني على باخرةِ بالأشرعةِ المُعَطَّرةِ وأُعلن عن وصول كليوباترا بسُحُب من العطرِ قبل أن يبدو مركبها للعيان. ووقع أنطونيوس في سحرها وبالفعل صار متيما بها لدرجة أنه قتل نفسه على إثر سماعه لإشاعة كاذبة عن موتها وبالمثل، قتلت كليوباترا نفسها بإثارةِ صِل للدغها بعد سماعها بموت أنطونيوس.
و أحاطت الحسناء المصرية نيفرتيتي وهي من سلالةِ سابقةِ، نفسها بالعطرِ: حاويات من شجر المرِّ وقنينات معبأة بزيوت طيبة وجرار من المراهم ذات زخارف رائعةِ.
ظلت شجرة أرز لبنان مشهورةَ عبر العصور فلقد استُعملت شجرة الأرز من قبل الملكَ [النبي] سليمان الحكيم عليه السلام في بناء الهيكلِ؛ واستُعمل زيت شجرة الأرز لدهن مخطوطاتِ ورق البرديِ لحمايتها من الحشراتِ في عهد الإمبراطورِ الرّوماني أوغسطس واليوم تُرْشُّ خزاناتِ الثياب بزيت شجرة الأرز لطرد حشرات العثة.
كان الفينيقيون السوريون هم التجارَ أو البائعون في العصر القديمِ.وكانت الأصماغ العطرية التي يتم جلبها برا من الصين تُشترى مِن قِبل الأوربيين الذين كانوا يستطيعون شراءها وكان امتلاك الأعشابِ ذات الروائح الطيبة دليلا على الثراء وكان وضع العطر علامة على المستوى الاجتماعي الرفيع وكان أصحاب الكمياتِ الكبيرةِ من الزّيوتِ والمراهمِ يحظون بالاحترام الكبير.
ويرجع الفضل في ربط ماضي صناعة العطر بحاضرها إلى العرب. فلقد تم تطوير عملية استخراج الزيوت من الزّهورِ بواسطة التّقطير،( وهي العملية الأكثر شيوعا في الاستعمال اليوم )، مِن قِبل الطبيب العربي ابن سينا، والذي كَانَ أيضا صيدليَا فلقد جرب الورد أولا وقبل اكتشافه هذا كانت العطور السائلة مزيجا من الزيت والأعشابِ المَسْحُوقةِ أو الأوراق التويجية التي كانت تشكل مزيجا قويا وكان ماء الورد أكثرَ رقّة وبسرعة أصبحَ يحظى بشعبية كبيرة.
وازدهرت العطور خلال حكم الملكة كاترين دي ميديسي في فرنسا فلقد جلبت كاترين عطارها الخاص ريني لي فلورنتين معها من إيطاليا وكان مختبرها موصولا بشقتها بممر سري حتى لا يمكن سرقة أية صيغة منه.