درجات الفوارق الدقيقة للعطور متعددة. ومثلما رأينا، فإن العطر ليس شيئا ثابتا، غير قابل للتغيير، بل هو حدث يتطور بمرور الوقت، مثل التلحين في الموسيقى.فعند وضع العطر على البشرة، يتفتح العطر على الشذا الأولي المتصاعد، ثم يصبح لطيفا بعد أن يتضوع الشذا الأوسط ليكتمل الانطباع الحسي، ويدوم لساعات، كاشفا عن ذاته الحقيقية.
الشذا الأولي
إن ما تشعر به من عطر أول مرة بواسطة حاسة الشم يعرف بالشذا الأولي، أو " التأثير الأولي". ويستغرق هذا من 5 إلى 10 دقائق ليأخذك بعيدا إلى رحاب الطيب.
الشذا الأوسط (القلب)
ثم، بعد دقائق معدودة، تأتي "الباقة" ، أو القلب، أو الشذا الأوسط الذي يمتزج تدريجيا مع الشذا الأساسي أو الخلفية. والقلب هو الأريج الذي يبدأ في الانتشار بعد امتزاج العطر مع التركيبة الكيميائية الخاصة ببشرتك. ويأخذ الشذا الأوسط هذا في العادة من 10 إلى 20 دقيقة للإنسجام على البشرة.
الشذا الأساسي
هو الانطباع الأخير الذي يتركه الطيب بعد جفافه. ويبين هذا كيف تفوح رائحته عليك لفترة من الزمن.
إن عملية انتشار العطر يمكن تصورها كصاروخ من (3) ثلاث مراحل "انفجارية" متتالية. فالعناصر المكونة للعطر، توضع بترتيب من الشذا الأولي إلى الشذا الأساسي حسب تطايرها، من الخفيفة جدا إلى الثقيلة، فالأقل تطايرا-من المثيرة للإحساس بالوخز اللطيف إلى أكثرها دفئا. فالشذا الأولي يمكن أن يكون شذا لطيف الحموضة وخفيفا، متطايرا وأخضر، بنكهة الألدهيد وأملاح الفواكه العضوية. وبالنسبة لباقة الشذا الأوسط (القلب)، قد يكون هناك أخلاط ثنائية الطيب للعديد من شذا الأزهار. أما بالنسبة للشذا الأساسي، فقد يكون هناك شذا الخشب المختلف:نبات البتشول، الأشنيات، وشذا البلسم والحيوانات: الكومرين [مركب يُستخدم في صناعة العطور] والويلين[مركب أبيض بلوري يتخذ بديلا عن الونيلية].
وتقوم العناصر المثبتة بشد مكونات المركب إلى بعضها بعضا وتوجيهها من الشذا الأولي إلى الشذا الأساسي.ولا يجب أن يتجزأ العطر إلى ثلاث مراحل.فعندما يكون العطر جيد التوازن، تكون التغيرات أثناء عملية الانتشار صعبة الإدراك، تماما مثل حركات عقربي الساعة.فالعطر الذي" يتجزأ " إلى مراحل يكون سيء التشكيل.
يجب أن يكون العطر منسجما، مختوما، وغير ممل على الإطلاق.يجب أن يوحي بالروائح الطبيعية المعهودة، ولكن أيضا يجب أن يأتي بالجديد والمثير غير المتوقع. يجب أن يكون مرآة لعكس الإحساس الفني المعاصر، وليس لعكس موضة عابرة.