المكونات الحيوانية
إن مكونات العطر المستخرجة من الحيوانات تَستعملُ دائما في التّركيزات الدّقيقِة بسبب رائحتها القوية جدا فعندما تُخَفّف بالنّسبةِ الصّحيحةِ فإنها تعطيَ تأثيرَا رائعا فهي تمنح الأريج غنى ودفئا لا نجدهما إلا في شذا الحيوانات وهي قريبة جدا من الناحية الكيميائية إِلى روائحنا الجنسيةِ الخاصة بنا. والروائح المستخرجة من الحيوانات هي جزء أساسي للعديد من العطور التّجاريِة ومعظم الروائح الحيوانية يتم إنتاجها اليوم بشكل صناعي لتخفيض التكلفة وزيادة الإنتاج.
1-العنبر
يتواجد العنبر على شكل قطع زيتية رمادية اللون بشكل أساسي في المحيط الهنديِ وهناك كثير من التأويلات حول أصل هذه المادةِ ويتواجد العنبر في مياه المحيطَ على شكل قطع تتراوح من رطل إلى سبعين رطلا [الرطل الواحد يساوي حوالي 453 غراما] وتكون للقطع رائحةُ كريهة قويةُ عندما تكون في حالتها الخامة ويَجِبُ أَنْ تُحل في الكحولِ وبعد المعالجة يصبح الطيب قويا جدا وكان يُستعملَ في قفازاتِ معطرة لأن الرّائحةَ كانت تبقى لعدة سنوات. واليوم يستعمل العنبر الصناعي بشكل أساسي كبديل عن العنبر الطبيعي.
2- الخروع
الخروع ناتج عن إفراز من الجريبات الغددية لكل من ذكر وأنثى حيوان القندس ويتميز برائحة كريهة جدا قبل تخفيفه بشكل معتبر ويصبح بعد ذلك طيبا بشكل كبير فهو مثبّت ممتاز و يمنح العطور شذا مُتبّلا أو شرقيا وهو يُستعملَ بشكل عام في العطور الرّجالية بسبب شذاه الشديد، ذي الطابع الجلدي الدخاني كما يُستعملَ أيضا في عطور النِّساءِ الشّرقياتِ وأصبح الخروع الصناعي الآن متوفرا وهو يضاهي في جودته الخروع الحقيقي.
3-الزباد
يُعتبر الزباد واحدا من أكثر الموادُ الحيوانيةُ المهمةُ المستعملة في العطرِ فهو يُؤخذ من كيس يوجد تحت ذيلِ ذّكر وأنثى قط الزباد ويكون للزباد رائحةُ قويةُ جداً لكنها تُخفّفُ وتَُستعملُ بكمياتِ ضئيلة وتشبه رائحته رائحة المسك لكنها تزيد عنها بعبير دخاني طيب وهو مثبّت ممتاز ومستعمل في العديد من العطور ذات النوعية الرفيعة اليوم والبدائل الصناعية للزباد متوفرة في الوقت الراهن.
4 -المسك
ربما كان المسك من أكثر الروائح العطرية قوة وأغلاها ومصدر المسك هو ذكر أيل المسك فهو يُستخرج من حيوان الأيل على شكلِ حبوبِ ولقد ظل المسك عنصرا أساسيا في العديد من العطورِ منذ اكتشافه وهو حاليا يدخل في تركيب 35% من كل العطور والأطياب الرّجالِية فهو مثبّت ممتاز ويدوم لوقت طويل بشكل استثنائي وهناك العديد من أنواع المسكِ الصناعي، والمسك واحد من المكونات الأكثر أهمية في العطورِ. والمسك في شكله الطّبيعيِ أو الصناعي يُمكنُ أَنْ يدخل في تركيب 90% من كل العطور الرفيعة.
الثّمار، الأوراق، والجذور
1-الفانيلا
تم اكتشاف الفانيلا في المكسيك واستُعملَت كتابلِ للطّعامِ ورائحةَ الفانيلاِ حاضرُة في أغلب العطور الرفيعة اليوم ولو أنها غالباً ما تكون في شكل صناعي.
2-الباتشول
الباتشول مكونُ عطرِي فريدِ يُستعملَ في نصف كل العطور الرّجالية تقريباِ وهو يمتلك الرّائحةُ الأقوى في المملكةِ النّباتيةِ. ويوجد بشكل أساسي في الهند واندونيسيا.
3-السوسن الفلورنسي
السوسن الفلورنسي هو البصلاتُ المُجَفَّفةُ لنبتةِ السوسن الفلورنسي ورائحته مشابهةُ لرائحة زهرة البنفسج وغالباً ما تُستعمل لإنتاج عطر البنفسج الصناعي. ويتم تجفيف جذر السوسن الفلورنسي لمدة سنتين. ولقد ظل جذر السوسن الفلورنسي ثمينا كعطرِ منذ العصر اليوناني القديم وهو يعتبر أحد أهم مواد العطور.
هناك نوعان من الأوراق الأساسية بالنسبة للعطرجي، وهما أوراق القستوس والبتشول فالبتشول وهو نعناع من شرقي الهند يتميز بطيبه العفن و يدخل في تركيب الكثير من العطورِ و يَنمو في ماليزيا و سومطرة أما اللان فهو مادة حلوة دبقة تفرزها أوراق وأغصانِ نبات القستوس وهو فصيلةِ من الورد ويوجد في كل من كريت وقبرص ومناطق أخرى على ضفاف البحر الأبيض المتوسط في كل من أسبانيا والمغرب وهو ثمين كمثبّتِ.
الزّهور
يَستعملُ العديد من أطياب الزّهور في العطور. وتؤثر كل من التربة والمناخ ونوع كل زهرة على أريجها بشكل هائل. والواقع أن المواد الخام المستعملة في صناعة العطر توجد في شتى الأماكن فحقول الزّهورِ والنّباتات العطريةِ موجودة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وخشب الصندل ونجيل الهند تأتي من الهند وتُنتجُ مدغشقر زهرة الأيلنغ الرقيقة وتساهم أشنة البلوط من يوغسلافيا وورود بلغاريا أيضا في تشكيلة المواد المستعملة في صناعة العطور.
إن الزيت الأساسي في النّباتاتِ والذي يمنحها روائحها الخاصة يوجد في الزهور والأوراق والثمار واللحاء والجذور والأصماغ والراتنج وكذا البذور في جميع أنحاء العالم وأغلى وأجود زيوتِ العطرِ والذي يُدعى " الخلاصة النقية " يأتي من بعض الزّهورِ وتعتبر الزّيوتَ الطّبيعيةَ للوردِ والياسمين وزهرة البرتقالِ أكثرها أهمية وإنه لمن المهم أيضا الإشارة إلى أنّ كل عطرِ من الدرجةِ الرفيعة يَحتوي على نسبة مئوية معينة لواحد أو أكثر من زيوت هذه الزّهور والتي تَمْنحُ العطر رقة لا يمكن الحصول عليها من أي مكون عطري آخر.
1- الورود
إن أحد أثمن العناصر لعطرِ رفيعِ يأتي من الوردة، والتي تُعَرفَ بـ" ملكة الزهور" فلقد كَانتْ لعطور الورد شعبيةَ جداً لدى الرومانيينِ واليونانيين وتُقطف الورود في الليل حيث إنها تكون في أكثر حالاتها تضوعا قبل شروق الشمسِ والفصيلتان الرّئيسيتان للوردِ المستعملتان في العطرِ هما روزا سنتيفوليا Rosa centifolia وهي تنبت في جنوبَ فرنسا و روزا داماسينا rosa damascena أو الورد الدمشقي Damask Rose المتواجد بشكل رئيسي في البلدان العربيِة وتُزرع الوردةَ الدّمشقية على نطاق واسع من أجل العطور وتدخل الورود في تركيب 75% من كل العطور.
2-الياسمين
الياسمين، وهو" خلاصة نقية " أخرى أو عصارة صافية يَعطي للعطرَ نوعية كاملة ومختومة وتُقطف زهور الياسمين عندما يصل أريجها إلى أوجه قبيل الفجرِ ويجب معالجة الزّهور فوراً قبل أن تفقد طراوتها ويجب أيضا وضع الياسمين في سلل خاصة لتفادي خدش الزهور والإخْلاْل بالتوازن الطّبيعي لباقة الزّهرةِ ونحصل على 1/25 أوقية [الأوقية الواحدة تساوي 28.35 غرام] من الخلاصة النقية باستعمال ثمانية آلاف زهرة ياسمين ويُستعمل الياسمين الطبيعي والاصطناعي في 83% من كل العطور النِّسائية.
3- البنفسج
لقد ظل البنفسج يُستعمل في العطورِ عبر العصور فقد استُعمل في كل من العطورِ والأدويةِ وظل يُستعمل لمختلف أنواع العلاجِ بدءا بالصداع وانتهاء بالسّرطانِ وهناك نوعان من البنفسجِ مستعملان بشكل شائع في العطورِ وهما بنفسج فيكتوريا وبنفسج بارما والبنفسج يُنتجُ فقط كمية ضئيلة من الزّيوت الأساسيةِ وهي نادرة الاَستعمال اليوم وهناك بديل صناعي للبنفسجِ أكثر استعمالا إلى جانب زيوت أساسية أخرى تَشْبهُ البنفسج.
4-زهرة البرتقال
إنّ زهرةَ البرتقالَ هي الزّهرةُ التّقليديةُ للعرائسِ في جميع أنحاء العالم والبرتقالَ المر هو واحد من أكثر الأشجار المتعدّدة الاستعمالات التي تُنتجُ الزّيوت الأساسية لهذه الرّائحةِ فأزهارها تُعطي الخلاصة النقية لزهرةَ البرتقال وأخذ زيت زهر البرتقال أو النارولي اسمه من Neroli وهو اسم أميرة نارولي الإيطالية فهي أول من بدأ موضة اسْتِعْمالِ الزيت للقفازات المعطرة فالخلاصة النقية نادرة إلى حد ما لكن زيت النارولي وفيرُ ومستعمل على نحو واسع خاصةً في الكولونيا الرفيعة المستخرجة من الحمضيات فزيت " الحبة الصغيرة " petit grain يتم الحصول عليه بالتّقطيرِ من الأوراقِ والأغصانِ وتُزرع أزهار البرتقال في جنوبي فرنسا وأسبانيا وإيطاليا وأفريقيا الشمالية.
5-زيت البرتقال
نحصل على زيت البرتقال من قشر ثمرةِ شجرة البرتقالِ ويأتي معظم زيت البرتقال من إيطاليا أسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية ويُستعمل في أنواعِ الكولونيا والعطور الأخرى التي مصدرها الحمضيات وأحد أهم زيوت الحمضيات الخاصة بماء الزينة والكولونيات هو زيت الليمونِ فعند فركه باليد يعطي هذا الزيت شذا الفاكهة الطازجةِ ويأتي زيت اللّيمونِ في معظمه من إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية أما زيت البرغاموت فيعصر من ثمرةِ شجرة البرغاموت التي تُزرع في كالابريا جنوبي إيطاليا ويَستعملُ هذا الزيت في الكولونيات مع شذا الحمضيات وفي أنواعِ أخرىِ من العطور.
6- الأيلنغ ylang ylang
إن الأيلنغ واسع الاستعمال في الطيب الرّفيع وتوجد هذه الزّهرةِ في جنوب شرق آسيا ولا تُقطف الأيلنغ قبل أن يمر أسبوعان أو ثلاثة على تفتح البراعم ويجب أن تُعالج بسرعة مباشرة بعد قطفها و يَستعملُ هذا الزيت بشكل عام ولكن الإصداراتَ الصناعية وزيت كانانجا cananga غالباً ما يُستعمل كبديل في العطور الأقل سعرا.
ويعتبر اللحاء والجذور أيضا ذات أهمية كبرى بالنسبة للعطرجي. فزيت شجرةِ القرفة يحتوي على شذا حلو بنكهة التوابل ونجيل الهند وهو عشب زيته الأساسي يأتي من جذره مثبّتُ جيدُ يُستعمل في العديدِ من العطور. ويوجد هذا النبات في آسيا وجزر الهند الغربية وفي أمريكا الوسطى والجنوبية أما زيت كوستوس Costus، وهو مثبّت ممتاز فيُزرع في مرتفعات هملايا ويُمكنُ أَنْ يكون قويا جدا حتى في التّركيزات القليلة.
7- الراتنج
الرّاتنج عبارة عن مواد تخرج من لحاءِ الأشجارِ فالأشنيات التي توجدَ عادة حول أشجارَ البلّوط تنضح بمادة راتنجية تسمى أشنة البلوط ورائحتها فريدة حيث تمنح العطر شذا بنكهة التراب يكون ضروريا بالنسبة للعطور من نوع شيبرchypre ومشتقاتها ويتواجد في يوغسلافيا وإيطاليا وبلدان أوروبا الوسطى أما البخور فهو راتنج مشهور وما زالَ مستعملا في الطّقوسِ الدّينيةِ كدواء وكعطر مطهر.
8- الأخشاب
ظل خشب الصندل يُعتبر كعطر مقدّس لوقت طويل مرتبطا بالمناسكِ الدّينية في الهند القديمة وبالبوذيين الصينيين فبفضل أريجه سهْل التمييز وبفضل قيمته كمثبت توسع استعمال هذا الزيت في العطور فزيت خشب الأرز يَعطي شذا فرعيا للخشب وله أيضا قيمته كمثبّتِ ومصدره هو أشجار الأرزِ التي تنمو في المغرب ولبنان وأفريقيا الشرقية ويقال أن الزيت المغربي هو الأفضل